[ ... ] كأن قطرات القاف تسقط شذاها علی الحروف المتجمدة .. و شمس الشين تداعب أنامل الميم .. فتتسلل أشعتها خلسة إلی الحاء الإستوائية و تذيبها صلب نون فتخلصها من النواميس المسطورة .. تراني مخطئة؟ أم أني أری فعلا الحروف منتشية داخل المعية الأبجدية .. نعم تذكرت .. لا ريب أنه قد حل موسم الكتابات .. و الحرية .. حروف تتناثر كأتربة رملية في أمسية خريفية .. إنها حروفي .. و ها قد إزدادت بهاء .. هل من حرف هنا يضاهيها جمالية ؟ جيم الجحجلول و إن كانت عبارة حوشية .. أم واو الولاء و الوفاء و الوجودية .. سين تحاكي السماء جمالا و سيفا يحمي أرضا سبية .. أم ألف ألفت تركيبتها الثنائية .. خاء الخشوع و الإيمان بخلود الذات الإلهية .. أم باء البطش و الشدة فباء البطولة الإسلامية .. عين .. عالية تسمو فوق شظايا الجاهلية .. ام كاف .. كافية لتكون كلمة في استقلالية .. فتأتي التاء قائلة أنا تاء تونس الأبية .. فتقاطعها ثاء مستدركة أنا ثاء الثورات العربية .. فضاد لا يوجد لها ببقيّة المعاجم سويّا .. تراني نسيت بعض الحروف ؟ لا ريب أني فعلت .. بعض الحروف تتعالى عن المعية .. فتطالب بقصيدةٍ في منتهى الاستقلالية .. المجد لهذه الحروف الأبية .. المجد لأمة لغتها العربية ...
18 ديسمبر
اليوم العالمي للغة العربية .
لغة الضاد