ألِـفٌ وَ لَامٌ فَمِيـمْ ...
التفاؤل .. هو أن تستيقظ كل صباح علی أمل جديد بالأحلام ذاتها .. أن تنظر حولك فلا تری سوى نورٍ صباحي يسقي النفوس حرية .. لكن .. هذا البياض الناصع لا يعكس النقاء .. أتذكر صديقي صاحب الأرض السبية! تراه يری الزمن ليلا؟ أم يراه صباحا بظلمة الظلم حالكا؟ تراه يرتدي سترة شتوية؟ أم يحمل حجارة و بندقية .. تراه يتفسح بين ربوع الوطن ؟ أم يبكي وطنا مغتصب الإستقلالية .. تراه نائما في بيته أم أخذ عدته و قصد أحد الضبر الحربية .. تراه منتش بقيام صلاته ؟ أم انه بعد كل صلاة يقبر صبيا .. و حين يلاقي أصدقائه فإنهم يضرحون قبورا لضحية العشية .. تسأل الفتاة والدها! أبي أما سمعت أن في العالم شعوب مسلمة عربية؟ ضراغم و فتية؟ شوساء و قوية؟ لكن .. أين هي؟ فيجيبها نائمة إلی جوارنا يا حلوتي في مكان ما علی الكرة الأرضية .. تستمتع برغد العيش و لديها مشاكل داخلية شعوب تعاني يا ابنتي و نحن أكثر منهم حرية.-و كيف ذلك يا أبي؟ ياابنتي هي شعوب تتصارع حول الكراسي الحكومية و تعمل علی إسقاط الدولة الإسلامية و تحارب لتنمية المقدرة الشرائية كما أن ما نعيشه نحن لا تراه هذه الشعوب قضية. -ألذلك نحن أكثر منهم حرية؟ ألأننا نحارب لأجل وطن لا لأجل المصالح الشخصية؟ ألأننا ندمدم بكلام لا يعني إنسيا؟ألأننا ننام و نصحی علی زئير الأسلحة الصهيونية؟ أبي ! العرب يساندون العدو أبي! لم لا نقتلهم سويا؟- لا يا ابنتي.. العرب أخواننا و ما لنا إلا أن نآخيهم! هل تقدرين علی قتل صديقتك سمية؟-لا .. لا أقدر يا أبي .. لانها قد ماتت علی أيدي القوی الإحتلالية .. في هذا الوطن يا أبي لا يمكن أن تراهن علی صداقة أزلية و لا علی عائلة أبدية .. بل راهن علی وفاء البندقية .. لا تنتظر شيئا من دول تحتل ذاتيا و تری نقيق السفهاء مسارا إلی الديمقراطية .. لا تنتظر من اللطاع لقمة يا أبي فهو لا يشبع و إن لم تكن الأكلة شهية.. و لم دمعت عيناك يا أبي؟ ابنتك ستكبر و تثأر للوطن من هذه الشعوب الكأكاأة مدعية الوطنية .. سأكون قرصعنة في غددهم يا أبي و سيساعدني في ذلك محدودية قدراتهم الفكرية .. أبي .. لم لا تتفاعل؟ هل غضبت لأنني أكره هذه الشعوب التي تراها أنت أبية؟ أبي لا تصمت فبالصمت نهبت منا الحرية .. أبي هل أنت نائم .. هل هذه دماء يا أبي؟ أبي أجبني ! ما هذا؟ هل ستتركني ؟ لكنني ما ظننتك يوما مثل البقية .. أبي استيقظ أعرف أنك تمازحني فأنا لم أسمع صوت البندقية هيا أبي جد لنا لعبة أخری فقد سئمت الألعاب الفجئية أبي أراك باردا كموجة ثلجية سأضع ميدعتي علی يديك علك تتحسن صحيا.. هيا أبي لنعد إلی المنزل سويا .. عن أي منزل أتحدث؟ أما أخبرني أبي أنه أصبح ثكنة عسكرية .. أبي هل فارقت الحياة؟ أم أنها وعكة صحية؟ قبل أن ترحل أرجوك أخبرني! أين تخبأ البندقية ؟ منذ اليوم لم أعد ابنتك يا أبي أصبحت ابنة القدس .. ابنة غزة .. ابنة رفح .. ابنتك غدت فلسطينية .. ابنتك غدت فلسطينية .. ابنتك غدت فلسطينية ...
أسماء المالكي
02-02-2014
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire