vendredi 11 mars 2016

ضريح المنبر.

و إننا .. دون أن نشعر .. نخط التاريخ بخطوط مائلة .. و نخطو صوب نهاية السطر بخطى واهنة .. إننا .. في غياب وعينا ، لم نع بواجبنا فنعينا جنودنا .. فماذا لو كان وعينا كذبة و نعينا و فرحتنا بشهدائنا تنمقا لا صبرا كما ادعينا و لا سلوانا ؟ ماذا لو كنا نتباهى بانتصارنا لمصالحنا لا لوطننا؟ ماذا لو استشهد رجالنا ففرحنا و نشرنا الصور و احتفلنا .. و في أول فرصة خيانة .. طلبنا المغفرة ثم كفرنا و خنا ..
صعدنا المنابر و علت أصواتنا و قلنا فلنمت نحن و ليحيا وطننا .. و حين رأينا المنية آتية نزلنا من على المنبر و أرسلنا الشهيد ليذود عنا .. مضى و مضينا و ما تساءلنا .. ثم عدنا إلى المنبر و قلنا :" مات الشهيد .. و كم من شهيد على اللائحة ينتظر الأمر منا .. و رددنا .. فلنمت نحن و ليحيا وطننا."
_________________________________________
جاء حمار من الجوار .. سألوه .. "لم أتيت؟" .. قال :" علمت أن على هذه الأرض بعض الرفقة من الحمير .. و شاع من حيث أتيت أن الوضع مستتب و خطير .. فقلت عساني أجد أحدا يرد على نهيقي و يعلمني الصهيل .. و ما راعه إلا أن وجد نفسه يخر صريعا كقنفد صغير ..
جاء الشهيد و صنع من قذارة جثته عصير ..
و بعد العشاء.
صعدنا إلى المنبر ، نعينا الشهيد، بلغنا أحر تعازينا ووزعنا المناشير .. ثم غادرنا بكل قذارة .. لشرب العصير.
و رددنا .. فلنمت نحن و ليحيا وطننا.
__________________________________________
قيل أن بالمدينة شيخا، فاحش الثراء، عديم السخاء.
كلما زاد ملكه علا شأنه، فغاب عقله.
فأمسى يشتري العقول.
يلمعها و يعيد تصنيعها و يزرعها خلسة بين الحقول.
ما تنقضي أيام معدودة إلا و ينمو المحصول.
يحكم الأحمق الذكي و يركعان للشيخ الجهول.
يحاول أحدهم التفكير. يقطع رأسه. و التهمة؟ "الفضول".
يمر الشهيد. يرى الشيخ. يباغته.
ثم؟
المنبر؟
لا.
كعادتنا. نردد في وهن.
فلنمت نحن وليحيا الوطن.
جاءنا صوت من المنبر و لم نر هناك احدا.
إنه صوت الشهيد.
إنه يقول.
ليحيا الوطن؟
من الوطن؟
أنا الوطن.
و أنتم؟
أبناء الوطن.
لكنني الشهيد.
فلا أبا لكم و لا أم.

_________________________________________________



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire