ما بالدار من أحد و إن هبوا و إن ** أتى ذلك الذي لم نعرفه من قبل أبدا ..
و إن أتى و لم نره فلا رائحة له و أين ** النظير لصاحبة الزهر و العبق و الورد
في ذلك اليوم الذي ما استقصدت ذكره و لكن ** يغزو المحتل الأرض الطيية عمدا
كسفن الروم تمضي الأيام و ما علمت ** أتتمايل هي أم تمشي على هدى
فصول تمر و من شوقي ما أيقنت ** مقدار تقلبها و ما أحصيتها عددا
تلك التي لم تخش الثلوج يوما و ما ** ارتدت معطفا و ما تذمرت من حر و لا بردا
هناك بأرضها يشهد لها ** الحجر و الشجر و الزيتون و الزبد
هناك بأرضها لو سألت فضلها لأجابك** الجد و الإبن و الحفيد و الرضيع داخل المهد
ضعفنا و وهنا من بعدها و ما لغير الخالق قوة لأن ** يهيء لنا من أمرنا هذا رشدا
ألا من ذا الذي يسرد للحفيد خرافته و يعانق ** عقل الفتاة و إليه يستند الولد
أفيعقل أن تحيا أوراقا منفصلة من بعد ما ** اقتلعت الجذور و قد كانت ثابتة كزمرد؟
أفيعقل أن نتبادل الخطى في أرضها و هي التي كانت ** بأرضها الثمار و التراب و حتى قطرات الندى
و ما للبحر من جمال إذا عج بالبشر و لكن ** رؤية الحبيب تنسيك وجودهم إن بعد
و ما للتاريخ من محاسن لو تعقلنا ** و ما للجسد من علو و إن صعد
هم ذهبوا و ها نحن بذات الركب نلحقهم ** سفينة لن يغير مسارها برق و لا رعد
و لو ما كانت المنية بيد الخالق لاقتتلنا ** و سفكت الدماء و ما من أحد منا بها خلد
فالمرء إن سقطت ورقته لن يأخذ من الدنيا ** شيئا و لا مثقال ذرة من الجسد
و لن يرافقك إلى بيتك الآخير غير فعلك و إن ** رافقوك إلى بابه فلن يجتازه الحشد
و كان ذلك الجندي لنا وطنا لأجله ** نحارب نهارا و ليلا نتوسد
و كان القمر حين يزورنا و لا يجدها يبكيها زلفا من الليل ** و يمضي الباقي لقدومها مترصدا
تلك التي تفوق الشمس نشاطها فتستيقظ قبلها ** و تشرق على السعيد و الشقي و المحتاج و الأنكد
تلك التي يجف القلم أسى حين ** أكتبها لذكره مرورها إلى عالم السرمد
و ما نويت بكلمي هذا معارضة أمرك ربي و ما ** بكيت لجهلي بقضائك يا أحد
لكن لجهل القلب فالقلب يجهل حين ** يكون قاسيا الليلة و صبا غدا
عسى أن تكون في الجنان سائرة ** ناعمة برضوان الواحد الصمد
و ما أردت أن أكتب أكثر من بيت لكن ** الحرف أحبها فأراد كذا و اجتهد
رحم المولى سبحانه و تعالى جميع موتانا ** و رزقهم سبحانه جنات الخلد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire