أخذ المزارع فأسه و ما تبقى من رأسه و مضى ..
ففي حقله يوجد من الزرع ما أحب و ما اشتهى ..
و في دكانه يوجد ما تنتجه الدجاجة ، و ما تنتجه اللبؤة ..
و أما في بيته .. فبين السقف و الأرضية ، لا يوجد غير الهواء ..
و دعنا يا حبيب العرب من صلبه ، فما بصلبه غير الخواء ..
يحكى أن حبيب العرب يمر بالحقل كل يوم لجمع المحصول ..
و يحكى أن المزارع ينحني له في خشوع و استكانة و خشية و خضوع ..
و يحكى أن زوجة المزارع لا تنفك تغري حبيب العرب ..
فيقف و يترك ما جمع و ينحني لها في ذهول ..
أما هذه هي تلك التي سبق و أسماها إبن خلدون "ثقافة الغالب و المغلوب" ؟
و يحكى و يحكى و يحكى آلاف الحكايات ، حكايات من الواقع و و مالها من صدى في القلوب ..
حكاية مزارع لم ير في حقله سوى أثر أقدام الآلهة ، تلك التي صنعها فسيطرت على صنعته ..
آلهة حبيب العرب التي خيل له أن في عصيانها عصيان الرب .. و تعالى سبحانه عن خلق كذا عقول ، الداء بالنفس لا بصنعة الرب ..
و كان ذلك الذي مجده التاريخ يبيع صكوك التوبة لجني ما طاب في نفسه من ثمار المزارع و ما ابتغى ..
بلى .. لم يفعل .. ففي كتب التاريخ علمنا أنه كان يزرع الإيمان بقلوب الكفرة ، و كان يعطيهم أزهارا و حلوى ..
و كان الكفرة في مقياسه أولئك الذين لم يتبعوا ما أمر حبيب العرب و ما نهى ..
أفمن يزرع الإيمان بالقلوب غير الخالق جل و علا ..
و يحكى كذلك أن لحبيب العرب منصبا حيث مضى ..
منصبا في كل البلدان ، يميل صوب كل الأديان و اللاأديان ..
من الميثولوجيا الفينيقية إلى الفرعونية فالإغريقية و الفارسية و اليابانية و الصينية و الهندية و الكلتية و الرومانية فالجرمانية إلى الإسكندنافية ..
مرورا بالديانات التوحيدية ..
السامريون و الفريسيون و الصدوقيون و الغيورون و الأسينيون و الفقراء الإيبونيون و المعالجون ..
منصبا يتماشى مع مطالب الآلهة .. و مطالب القس و البابا و الخطيب و الإمام ..
منصبا يحمله بفمه كقطة تحمل أطفالها فإذا فتحت فمها وقع رضيعها ،و كذا يخرس صاحب المنصب في حضرة آلهة تفوقه نفوذا و سيطرة ، و كذا يخرس الإعلام ..
و كذا يخرس المزارع بالمثل، ففي حضرة الآلهة الكبرى يركع الكل في خشوع ، و تجد حبيب العرب يوزع المشروبات و الملذات و الحلويات و النرجيلة .. و تجد زوجة المزارع تجمع ما تبقى من فضلات المحصول و تطلق ضحكات متتالية ، منتشية لشراء فستان جديد لذاتها ، و هاتف ذكي لا ترتقي لذكائه، حتى تدخل الآلهة الأم إلى حيث هم .. فيسود الصمت و لا تسمع إلا همسا .. و يتقدم حبيب العرب و يمد الآلهة بالغنيمة فتصفعه و تقول : عبدتم المليم و نسيتم آلهتكم، ألا تبا لكم، لا منصب اليوم لكم، هذه اللعنة كصاروخ ستقصفكم .. أما أنا .. سأتزوج المال ليعبدني و أعبده، و لا حاجة لي بعبادتكم ..
و تبتدأ مراسم الزواج ، فيلقي حبيب العرب الأزهار هنا و هناك و تتعالى أصوات الضحك و القهقهات ..
كأن شيئا لم يكن ..
و يجلس المزارع في مَنْأىً عن الجميع ، يضع في بعض الخبز عود أراك .. يأكله و يردد في نفسه ، كفاك تنمقا .. أعد لنفسك عزها .. فمن احتلك لا يراك ..ففي حقله يوجد من الزرع ما أحب و ما اشتهى ..
و في دكانه يوجد ما تنتجه الدجاجة ، و ما تنتجه اللبؤة ..
و أما في بيته .. فبين السقف و الأرضية ، لا يوجد غير الهواء ..
و دعنا يا حبيب العرب من صلبه ، فما بصلبه غير الخواء ..
يحكى أن حبيب العرب يمر بالحقل كل يوم لجمع المحصول ..
و يحكى أن المزارع ينحني له في خشوع و استكانة و خشية و خضوع ..
و يحكى أن زوجة المزارع لا تنفك تغري حبيب العرب ..
فيقف و يترك ما جمع و ينحني لها في ذهول ..
أما هذه هي تلك التي سبق و أسماها إبن خلدون "ثقافة الغالب و المغلوب" ؟
و يحكى و يحكى و يحكى آلاف الحكايات ، حكايات من الواقع و و مالها من صدى في القلوب ..
حكاية مزارع لم ير في حقله سوى أثر أقدام الآلهة ، تلك التي صنعها فسيطرت على صنعته ..
آلهة حبيب العرب التي خيل له أن في عصيانها عصيان الرب .. و تعالى سبحانه عن خلق كذا عقول ، الداء بالنفس لا بصنعة الرب ..
و كان ذلك الذي مجده التاريخ يبيع صكوك التوبة لجني ما طاب في نفسه من ثمار المزارع و ما ابتغى ..
بلى .. لم يفعل .. ففي كتب التاريخ علمنا أنه كان يزرع الإيمان بقلوب الكفرة ، و كان يعطيهم أزهارا و حلوى ..
و كان الكفرة في مقياسه أولئك الذين لم يتبعوا ما أمر حبيب العرب و ما نهى ..
أفمن يزرع الإيمان بالقلوب غير الخالق جل و علا ..
و يحكى كذلك أن لحبيب العرب منصبا حيث مضى ..
منصبا في كل البلدان ، يميل صوب كل الأديان و اللاأديان ..
من الميثولوجيا الفينيقية إلى الفرعونية فالإغريقية و الفارسية و اليابانية و الصينية و الهندية و الكلتية و الرومانية فالجرمانية إلى الإسكندنافية ..
مرورا بالديانات التوحيدية ..
السامريون و الفريسيون و الصدوقيون و الغيورون و الأسينيون و الفقراء الإيبونيون و المعالجون ..
منصبا يتماشى مع مطالب الآلهة .. و مطالب القس و البابا و الخطيب و الإمام ..
منصبا يحمله بفمه كقطة تحمل أطفالها فإذا فتحت فمها وقع رضيعها ،و كذا يخرس صاحب المنصب في حضرة آلهة تفوقه نفوذا و سيطرة ، و كذا يخرس الإعلام ..
و كذا يخرس المزارع بالمثل، ففي حضرة الآلهة الكبرى يركع الكل في خشوع ، و تجد حبيب العرب يوزع المشروبات و الملذات و الحلويات و النرجيلة .. و تجد زوجة المزارع تجمع ما تبقى من فضلات المحصول و تطلق ضحكات متتالية ، منتشية لشراء فستان جديد لذاتها ، و هاتف ذكي لا ترتقي لذكائه، حتى تدخل الآلهة الأم إلى حيث هم .. فيسود الصمت و لا تسمع إلا همسا .. و يتقدم حبيب العرب و يمد الآلهة بالغنيمة فتصفعه و تقول : عبدتم المليم و نسيتم آلهتكم، ألا تبا لكم، لا منصب اليوم لكم، هذه اللعنة كصاروخ ستقصفكم .. أما أنا .. سأتزوج المال ليعبدني و أعبده، و لا حاجة لي بعبادتكم ..
و تبتدأ مراسم الزواج ، فيلقي حبيب العرب الأزهار هنا و هناك و تتعالى أصوات الضحك و القهقهات ..
كأن شيئا لم يكن ..
"المغلوب مولع أبدا بالإقتداء بالغالب، في شعاره، و زيه، و نحلته، و عوائده"
المقدمة:ابن خلدون
المقدمة:ابن خلدون
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire