حنين .. إلی أم لم نراها .. سلام عليها .. إلی أم لم تلدنا و لم نترعرع في أحضانها .. تلك التي ما عرفتنا و لكنا عرفناها .. فأحببناها و عشقناها لكن يوم وقعتها .. لم نرعاها.. يوم مرضت لم نكن حذوها .. لكن كنا نستمع إلی أنينها .. ثم نادت و ما أصغيناها .. كنا نشاهدها في شاشات ملئت ضجيجا و نفاقا و صورا و معلومات ما فهمناها .. شاهدنا الحادثة .. و ما أبصرناها ..
إلی أم تستغيث في دجی الليالي .. في كهف و لا أحد يبالي .. تستغيث عسی أن يؤول أحد واقعها .. لا رؤياها .. عسی أن يثأر أو يثور أحد الشعوب .. و ما فعلوا .. و ما رسم أحد ابتسامة علی محياها ..
إلی أم مطلعها فوز و فروسية و نصر و نخوة منتهاها .. إلی أم كادت تكون كذلك .. لو لم يتوسطها لؤم شعوب كأكأة مستكينة .. شعوب ترضی أن تكون أمهم سبية .. شعوب طفيلية.
و كنا قد ألقينا عليها السلام .. ثم ممررنا مرور اللئام .. و ما حررناها .. و كنا قد تبجحنا بنشر صورها .. و ما تساءلنا يوما عن السبيل صوب ثناياها .. و إن .. و إن حدث و سألنا .. فما عبرناها ..
و كنا كلما أصابتها مصيبة جزعنا و هرعنا و تعهدنا بحمايتها .. و خضعنا لبني صهيون و خشيناهم و قلنا .. بل علی الله حماها .. و كنا قد برعنا في التفاخر بتكرار أقوال تشيغيفارا و تباهينا بحفظ أبيات المتنبي و في التظاهر الزائف و التنمق .. و أبدا ما تعمقنا صلب مغزاها.. و كنا قد مكثنا أمام أبواب السلاطين و انتظرنا منهم سقيا يحيي أراضينا .. أعطيناهم أرزاقنا و ثرواتنا .. فنزغ الشيطان بين أهالينا .. ألا تبت صنعة أيادينا .. فتخلينا عن الأرض و عن القضية و عن العرض .. و ما أردنا شيئا .. غير أن يكون للذل مستقرا فينا .. بايعونا و بايعنا فأمسينا من الخاسرين .. و لتلك الأم أن تسأل .. أما عادت الأمومة أمرا يعنينا ؟ أما تلك الارض بأم الأوطان .. أما عاد غناها يغنينا ؟ .. ألم يكن العرب قادة اقتدنا بهم .. أماتت اليوم القدوة فينا ؟ أما علمونا أن الأم وطن ، و أن الوطن أما .. فماذا لو اجتمعا ليكونا .. فلسطين ..
أسماء المالكي
_________________________
خاطرة ما مضی و ما هو آت.
28/06/2015
خاطرة ما مضی و ما هو آت.
28/06/2015
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire