samedi 28 janvier 2017

الآخر ..

في قانون لا أفقه له شيئا و لا أعرف ما إذا كان قانونا أم سخرية, بحثك عن الأشياء يؤدي إلى ضياعها، و كذا هو الحال مع الحب 

في بحثك عنه
لن تجده أبدا
ستجد نفسك يوما
تبحث في الآخر 
لا عن الحب
بل عما تحب
ستجد نفسك تطوي صفحاته
تقلّب أوجهه
تبعثر رفوفه
ستجد نفسك تطوّعه ليلائمك 
كقميص، أو حذاء
ستجد نفسك بصدد محو ذاته
ليكون نسخة أخرى منك، عنك
ستجد نفسك حائرا
معجبا بكونه مثيلك
و تنسى أنك أنت من فككته
و أعدت تركيبه
لن تبحث في الآخر عنه
بل ستبحث عنك
سيحب ما تحب فتحبه
و يكره ما تكره فتحبه
و يفعل ما تفعل فتحبه
ليخفق مرة 
و ترى فيه شيئا
لا تحبه
فلا تحبّه
و لن تعلم أنك أنت من أخفق
لبُؤسك!
لبحثك الدؤوب 
عن موت الآخر فيك
و موتك
لن تبحث عن آخر مركّب
فيه من نفسه
و من نفسك
فيه اكتمالا لنقصك
فيه مدنا لم تزرها
فيه من الإيمان ما يهديك
بعدما أعلنت عن الحب
كفرك
لا تبحث
بل تمعّن
صلب نفسك
ستجد أتربة أخرى
و حضارات أخرى
و بحار أخرى
ستجد أرضك
ستجد أما تتحمل الألم
لتهديك حياة
ستجد ابنة تجدّ للنجاح
لتعلو باسمك
ستجد صديقا يهديك أغلى ما يملك 
و تهديه أحلامك
ستجد أوجها مختلفة من الحب
و لن تبحث
سيأتيك مرارا و تكرارا
و تردد أنك
لم تره
و تنسى أنه أنت
حتى تعلم أنه ينبع منك
!فلا تبحث 

dimanche 15 janvier 2017

حبّا .. سأنسى






في سادس ربيع لمهد الربيع ..






__________________________







حبّا بالعلم
لون الحبّ و الموت
صوت الحر و الأسير
حدائق الورد و الشوك
سأنسى-ليوم- بعض الغضب
سأنسى النحيب
سأنسى التنكّر
لدم الشهيد
سأنسى- ليوم- بعض الكذب
سأنسى السياسة
سأنسى أرضا طاهرة
تُسقى نجاسة
سأنسى- ليوم- من ٱُغْتُصِبْ
سأنسى من كشّر على أنيابه يوما
و خان
ثمّ أخفاهم و عاد
ليؤتمن
سأنسى- ليوم- من نهب
سأنسى من ظن الوطن غلام
بايعوه و باع
بأبخس الأثمان
و ما كسب
سأنسى -ليوم- تشاؤمي
و تعاستي
و شقائي بوطني
و أردد، حبّا بالعلم
اليوم سأسعد
حبًا بالتربة
حبّا بإحساسنا داخل ربوعه
بالغربة
حبّا بزيته و زيتونه
حبّا بالتمور في عراجينه
حبّا بثماره
غلاله و خضاره
حبّا بأزقته
بجباله
بسهوله و عمّاله
حبّا بالكادحين
و المربّين
حبّا بالمحتاجين
حبّا بالإنسان
و الإنسانيين
حبّا بكلّ ما ذكر
سأنسى-ليوم- جبان
فجّر أرضا
و أرهب طفلا
و أزهق روحا
فظن -لغبائه- أنه بطل
سأنسى كل الحمقى و خيباتهم
و أذكر
يا من ورثتم السواعد بين الهمم
يا من أردتم بلوغ القمم
يا من صنعتم جيلا تركع له الأسياد
من عدم
يا من رجالكم سقت الأرض دما
يا من أنجبتم هواء
من اختناق، من عقم، من سقم
يا من نزعتم الرصاص من صدوركم
و واصلتم المسير
و تجاهلتم الألم
واصلوا اليوم أيضا
حبّا بالعلم
حبّا بحبّه و حبّنا
و ما الحبّ إلا للوطن
الأمّ الأولى
الأرض الأولى
الإبنة الأولى
الأول في القلب
قبل الغضب ..
و بعد الغضب ..
و بين هذا و ذاك
لا ننسى و إنّما ..
ينتصر الحب ..




14/01/2017