jeudi 29 janvier 2015

أحبوه بالحب ..


ليعلم ذكور السياسة اليوم أن الوطن ليس بمصطلح تجارة بين المنابر ..
ليس الوطن تبجحا و ابتذالا ..
لم يجعل الوطن ليكون موضوع حوار و إنما موضوع حب ..


لا ريب أننا حين نحب شيئا نجد أنفسنا نتحدث عنه كثيرا .. و بالمثل فإننا حين نكره شيئا نعدد مناقبه ..
أما اليوم .. فعلينا بحب الوطن .. و الوعي بمناقبه التي نحن سببها .. و دهاء الساسة سببها .. و كذلك غباء القطيع ..
هذا القطيع الذي آن له الأوان أن يعلم أن وعود الساسة و اللغو مترادفان .. فلا صدق في السياسة .. و لا عقول في القطيع ..
ثم فليعلموا اليوم .. أن أراجيفهم باتت محل سخرية .. و أن الدمعجة القذرة التي يتوخونها سبيلا لن تنجح .. ليعلموا أننا لا نثق بهم بل بالوطن .. إن صلحت التسمية .. فالوطن لا يسمی كذلك إذا دنسه الطغاة .. و لا يسمی كذلك إذا كانت الشعوب حفاة عراة ..
إذا شوهه نذل و سار بيننا فابتسمنا .. إذا قتل فيه رجلا و ما انفعلنا .. إذا جاع فيه طائر ! فما بالك بإنسان منا ؟ .. إذا أبرموا حوله اتفاقيات لقبرنا و ما تساألنا .. إذا كان القرار بين أيدينا و ما قررنا .. إذا خيرنا بين العبودية و الحرية .. و ما تحررنا ...
و مع ذلك .. فلا شفاء من حب الوطن .. و لا عزاء لخائنيه .. أحبوا الوطن كما تحبون أحبتكم .. كما تحبون السعادة .. كما تحبون الجمال ..
أحبوه كما تحبون صباحا تقضونه نائمين .. كما النوم .. لتستيقظوا باكرا منتشين بالعمل من أجل الوطن ..
أحبوه ولو قليلا .. بنقائصه و عيوبه .. و اعلموا أن النقص فينا و العيب فيه ..
أحبوه كما تحبون كلما يحب ..
أحبوه بالحب .. فبالحب نبني وطنا ..